السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب :
وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها :
أنه يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله.
أن ذكر الموت يقصر الأمل في طول البقاء. وطول الأمل من أعظم أسباب الغفلة.
أنه يزهد في الدنيا ويرضي بالقليل منها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) أحسبه قال: (فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه) البزار وحسنه المنذري.
أنه يرغّب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة .
أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا .
أنه يمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا .
أنه يحث على التوبة واستدراك ما فات .
أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين، ويجلب باعث الدين، ويطرد باعث الهوى.
أنه يدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم.
أنه يدعو إلى سل السخائم ومسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.
أخي الكريم :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام : (أكثروا ذكر هاذم اللذات) الترمذي وحسنه.
قال الإمام القرطبي: (قال علماؤنا: قوله عليه السلام: «أكثروا ذكر هاذم اللذات»كلام مختصر وجيز، وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل، وزهده فيما كان منها يؤمل، ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل الوعاظ، وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» مع قوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت)آل عمران:185 ما يكفي السامع له، ويشغل الناظر فيه.
ولقد أحسن من قال:
اذكر الموت هاذم اللذات وتجهز لمصرع سوف يأتي
وقال غيره:
اذكر الموت تجد راحة في ادكار الموت تقصير الأمل
أولئك الأكياس
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله ! من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال: (أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة) الطبراني وحسنه المنذري